8‏/4‏/2015

الطائر النبيل - الجزء الأول -






أهلاً مرةً أخرى ,
نبدأ سوياً ..



الجزء الأول ( الطائر النبيل ) - عبدالرحمن منيف -




تجار العقيلات بحثاً عن لقمة العيش




نحن الان في عام ١٨٩٠ و هُنا " ابراهيم منيف " شاب بسيط مفعم بالحياة

يعيش في منطقة يسمونها ( القصيبا ) يقال انها شمال القصيم في السعودية .

وفي ذاك الوقت القديم جداً كانت الحياة فقيرة وصعبة 
فاشتهرت الرحلات من هذه المناطق للشام وتركيا وايران للتجارة ويسمون بـ ( تجار العقيلات ) 

وكسبيل للحياة !

بحث ابراهيم عن بعض تلك الرحلات ليشارك معها ويخرج لديار اخرى ويكسب عيشه فوجد مُراده ورحل للتجارة ❤

كبُر ابراهيم وكبرت تجارته معه وصار يسمونه " العم ابراهيم " 
عاس وتزوج عدة نساء وأنجب الأبناء منهم .

ماتت اخر زوجاته فعزّ عليه أن يعيش ابنائه لوحدهم .

فاستقرّ في عمان في الأردن وبنى قصراً باذخاً فيها وصيته يملأ عمان و عُرض له الزواج من فتاة عراقية الأصل تُدعى " نورة "

وانجب منها خديجة و حصة واكبرهم " عبدالرحمن " !! 

وذلك الطفل الاخير كان في عام ١٩٣٣ أي قبل مايقارب من عامنا هذا الـ ثمانون عاماً ❤️ 

لم يَعش الاب ابراهيم طويلاً مع ابنائه الاخيرين فقد داهمه المرض اثر حادث سبب له كسر بالحوض وتسوس بالعظم

ولأن ابراهيم شعر بالرحيل الاخير ، أوصى رجل يُدعى " عبيدان القحص " على ابنائه وثروته !

و مات . 
رحل الوالد وبدأت رحلة التيه ..





عمان 1936




الآن ، تعالوا معي لـ عمّان ١٩٣٦ م .

ـ

رحل الأب ابراهيم وعبدالرحمن ابن الأربع سنوات
طفل لم تُخزن ذاكرته بعد سوى ثراء أبيه وحنان أمه !
لكن لم يَدُم ذلك طويلاً !
بدأت ذاكرته تَعي ان الأمر تغير ، وأن هناك شيء يحدث !


لنربط ما اخبرتكم به سابقاً ولنرى !
صورة جديدة ويظهر فيها هنا " عبيدان القحص "
الوصي لعائلة ( ابراهيم منيف )
ذاهباً لام عبدالرحمن " نورة " ليخبرها ان مصروفات العائلة تغيرت !
و انهم يجب ان يكتفوا بالقليل من المال !
و أنه سوف يُسلم للأم دينارين ونصف للشهر فقط
رغم ان ابراهيم منيف كان من تجار عمّان وترك لهم ثروة كبيرة !!
ولكن عبيدان كان يتصرف بطريقة اخرى قاسية 

( حقدت عليه مررره ، وتعرفون بعد ان اخ نورة كان صديق ابراهيم منيف ولكن رفض انه يسوي اي شيء ! بحجة انه مايبي القيل والقال :( يقهرون الاثنين عموماً )



نكمل ..
انزعجت " نورة " من هالأمر ، ولكن لم يكُن لها قدرة على تغيير شيء
فاضطرت العائلة بهذه الحالة المادية بيع القصر الذي يعيشون فيه .
وبالطبع وافق فوراً الوصي عبيدان وأَجر لهم منزل شعبي !!
هنا احست العائلة بالتغير تماماً وان الجميع خذلهم وأن لا فرار من ذلك!


ـ


و طبعاً كأي ام تكافح كانت " نوره " كذلك
فكانت تبيع مقتنياتها لتستطيع توفر مبلغ يساعدهم على المعيشة ،
حتى باعت اخر قطعة لديها لتشتري ماكينة خياطة لتعمل بها :( 
( ياعمري هي :( ) 


بالمقابل في نفس الوقت :
اصرت الأم على تعليم ابنها عبدالرحمن بأي طريقة كانت
اخذته وهو بعمر الخامسة للمدرسة العبدلية بعمّان ، و رُفض لصغر سنه .

المدرسة العبدلية حديثاً


وما يأست وراحت فيه للكتاتيب عند الشيخ حافظ

الذي فاجأه ب أول زيارة بأن قال له :
- امش قدامي !


نظرات الاستجداء التي نظرها عبدالرحمن لأمه لم تحميه :(
لانها اخبرته بحزم أم :
- سيدك الشيخ حافظ راح يعلمك القراءة والحساب


وبطريقة خفيفة اهتزت الخيزرانة في يد الشيخ ، ولم يجد عبدالرحمن مفراً الا ان يتحرك أمامه


ـ


انه اليوم الأول في الكتاب !
وبداية السجن ( كما كان يُسميه عبدالرحمن منيف )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق